من العادات التي درجتُ عليها منذ مدة طويلة أنني حينما أبدأ بالاستعداد للخلود إلى النوم أستحضرُ ما مر بي في يومي من أحداث، أو مارسته من أعمال، أو سمعته من أقوال، وأن أدوِّن كل ذلك في ورقة أو وريقات... ثم أعمد بعد ذلك رلى حفظ ما دونته أو سجلتُه من أفكار وسوانح ورؤى في موضع مخصص بين أوراقي المبعثرة... وعلى مر الشهور والسنين أخذت تلك الأوراق تزداد وتتكاثر وتضيق بها المساحة المخصصة لها... ولكنها ظلت حبيسة تلك المساحة، أو الجعبة، كما قررت أن أسميها فيما بعد، إلى أن قدر الله لها أخيراً أن ترى النور بعد أن عاشت في العتمة والظلمة ردحاً من الزمن.