في مشوار بحث استمر لأكثر من ٢٥ عاما، كتب خلالها فادي العبد الله عشرات المقالات في الموسيقى ونقدها ترحل خلف غواية الفن الكبرى في محاولة للفهم والتأمل والاستمتاع وكشف اللثام عن أساطير مكرسة ليهدمها ويفككها بحثا عن جوهر الحقيقة. يلقي نظرة متأملة حول معنى الموسيقى، وضرورتها للوجود الإنساني يفسر ويتأمل التجارب الموسيقية الكبرى في الشرق العربي، مصر ولبنان تركيزا. ويدخل بنا إلى عمق تجارب سيد درويش وأم كلثوم والسنباطي والأخوين رحباني ووديع الصافي وغيرهم. يأخذنا أيضا في جولة تخص المرح في بعض التجارب الموسيقية العربية مثل بليغ حمدي، حميد الشاعري عمار الشريعي، أحمد عدوية وآخرين. يطرح الكتاب سؤالا عاما معنى وضرورة الموسيقى، عن ثنائيات تبدو ضدية لكنها ضرورية. نسأل عنها حين تفكر في هذا الفن: الأصالة أم التجديد؟ الارتجال أم التأليف؟ ماهية التراث وعلاقة الموسيقى بالكلام والطرب والتعبير يطرح أيضا تساؤلا أساسياً عن كيفية تشكل هويات الموسيقى الشرقية في بلادها المختلفة وتأثير الشرق على الغرب أو العكس. كذلك يتطرق الكتاب للكتابات النقدية عن الموسيقى الشرقية، ويشتبك معها مناقشا الأسس التي تنطلق منها. كل تلك الأسئلة التي تشغل السميعة ومتذوقي الموسيقى، وممارسيها والقارئين في شأنها، يطرحها فادي العبد الله بسلاسة ومنهج متماسك ليمثل إضافة حقيقية للمكتبة العربية.فادي العبد الله، مواليد طرابلس (لبنان) عام ١٩٧٦. شاعر وناقد موسيقى وحقوقي، وله مساهمات في مجالات الترجمة وفي الفن المعاصر ومشاركات في بيروت والشارقة والقاهرة وأوكسفورد وهارفارد وستوكهولم وأمستردام ومارسيليا وروتردام وفرانكفورت. يقيم ويعمل في هولندا.